من نيويورك.. العراق يقدّم خارطة طريق مبتكرة لمكافحة الفساد بالبيانات والتحليلات

من نيويورك.. العراق يقدّم خارطة طريق مبتكرة لمكافحة الفساد بالبيانات والتحليلات

شارك العراق، اليوم الخميس، في فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لتسخير البيانات من أجل تحسين قياس الفساد، الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مؤكداً التزامه بنهج مؤسسي طويل الأمد لمكافحة الفساد وتعزيز الحوكمة والشفافية.

وذكر بيان لهئية النزاهة تلقته الوكالة العراقية الاخبارية الدولية، بأن المدير العام لدائرة التخطيط والبحوث في الهيئة باسم هجول اكد في كلمته خلال المؤتمر، أن انضمام العراق إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في 2007 شكّل نقطة تحول محورية، وأرسى إطاراً قانونياً رصيناً يلزم المؤسسات العامة والخاصة بالعمل وفق رؤية واضحة ومتكاملة للحد من الفساد.

وأشار هجول إلى أن العراق أدرك منذ البداية أن مكافحة الفساد لا يمكن أن تقتصر على ردود الفعل أو حملات ظرفية، بل تتطلب نهجاً مؤسسياً طويل الأمد يعتمد استراتيجيات وطنية متدرجة. ومن هذا المنطلق، تبنى العراق عدة استراتيجيات وطنية متعاقبة منذ 2010 وحتى الاستراتيجية الجديدة المقترحة للأعوام 2025–2030، التي تركز على التحوّل الرقمي الشامل لمؤسسات الدولة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لتحسين قياس مخاطر الفساد والتنبؤ بالتهديدات المحتملة.

وأضاف هجول أن العراق حقق نتائج ملموسة من خلال تراكم الخبرات الرقابية، إذ طورت مؤسساته أدوات دقيقة للرصد والاستقصاء، ما ساعد في تشخيص صور الفساد المختلفة بدقة، والانتقال من أساليب ردعية تقليدية إلى نظام تحليلي وقائي متكامل يعتمد على مؤشرات كمية وإجرائية وإدراكية لقياس أثر الإجراءات الوقائية والتصدي للفساد.

وأكد ممثل هيئة النزاهة أن مشاركة العراق في المؤتمر تعكس التزامه الراسخ بتطوير آليات حديثة لمكافحة الفساد تعتمد على التكنولوجيا والتحليل المتقدم للبيانات، إلى جانب التعاون الدولي لتبادل التجارب الناجحة، حماية المال العام، وتعزيز ثقافة النزاهة المؤسسية والمجتمعية.

وتأتي مشاركة العراق ضمن جهود استثمار الإمكانيات الحديثة والمتطورة لفهم ظاهرة الفساد بعمق، وتحويل مكافحة الفساد من مجرد مواجهة مباشرة إلى نظام متقدم يعتمد على التخطيط الاستراتيجي والتحليل العلمي.

تعليقات

لا تعليقات حتى الآن. لماذا لا تبدأ النقاش؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *